Friday, October 16, 2009

الرجل الكذوب وصدق الكلام


فى سالف العصر والاوان عاش رجل في قرية صغيرة هادئة تحيطها الجبال والغابات الكثيفة. احب هذا الرجل الفكاهة والضحك وعدم الصدق في الكلام ،
وغالبا ما كان اهل القرية ينصحونه بصدق الحديث والكلام وعدم الاستهزاء في الناس لانه اقوم للانسان ونفعه اكثر ، يعود خيره على صاحبه ، لكنه كثيرا ما كان يستهزئ ويضحك من كلام غيره ولا يبالي بنصائحهم له .
كان الرجل الكذوب يملك الكثير من الماشية كالماعز والاغنام وهو دائما مبتهج ومسرور بحياته يحب الهزل وعدم الصدق بالكلام ، كان يرعى الاغنام والماعز يذهب في كل صباح ثم يرجع في المساء مع اغنامه الى البيت .
ذات يوم احب الرجل الكذوب ان يستهزئ ويلهو بغيره من الناس في القرية فقام في ليلة وصاح باعلى صوته الذئب الذئب افترس واكل غنمي . ولم يكن هنالك ذئب.
جاء اهل القرية مهرولين يركضون الى بيت الرجل الكذوب لنجدته فلم يجدوا شيئا ، فوبخوه على هذا العمل وانصرفوا الى بيوتهم .
اخذ الرجل الكذوب يضحك ويستهزئ بهم وهو مسرور بما فعله معهم
، وفي اليوم الثاني في ساعات الليل صاح الرجل الكذوب مرة اخرى باعلى صوته : الذئب الذئب انقض على غنمي يريد افتراسها . هب اليه اهل القرية يركضون مسرعين لمساعدته الا انهم في المرة الثانية لم يجدوا شيئا .
غضب اهل القرية من الرجل بعدما وبخوه على عمله وهو مسرور وضاحك ، مغرور بنفسه لا يبالي انه كذب على اهل القرية واثار الرعب والخوف بين الناس .
الا انه بعد ايام وفي ليلة شديدة الظلمة والسواد ، سمع الرجل الكذوب صوتا قويا مخيفا لحيوان شرس يوحي فعلا بوجود ذئب كبير اتى الى بيته ليفترس الماشية .
كان الرجل الكذوب لا يقدر لوحده على مدافعة الذئب الهائج فهو كبير وضخم وشرس جدا ، انقض الذئب على الماشية وافترس وقتل الكثير منها
والرجل الكذوب يصيح باعلى صوته : الذئب الذئب انقض على غنمي وافترسها . الا ان اهل القرية سمعوه في هذه المرة ولم يعيروه انتباها واهتماما ولم يتجاوب معه احد ، ولم يات من اهل القرية احد لمساعدته ، ظنا منهم انه يكذب عليهم كعادته.
بقي الرجل الكذوب وحيدا حيرانا لا يستطيع وعاجزا عن فعل شيء ومساعدة نفسه وليس هنالك من يعينه ويساعده بعدما قتل الذئب له الكثير من الماعز والغنم ، فاصبح يقلب كفيه على ما اصابه وخسارته الكبيرة للماشية التي فقدها . عند ذلك طأطأ الرجل رأسه وتاسف على عمله باستهزائه وغروره وكذبه على اهل القرية وعدم المبالاة بهم ، وقد ايقن في نفسه وعرف ان الصدق في الكلام هو الذي ينجي الانسان في حياته واخرته من مصائب الدنيا ، وهو مرضاة لله ورسوله ، كما قال الله في محكم كتابه وهو اصدق القائلين بسم الله الرحمن الرحيم{قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها أبدا رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم } صدق الله العظيم.
وقد جاء في الاثر عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم انه قال :{ عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنه وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا } .
ثم ان الصدق في الكلام هو لغة الابرار يعطي الانسان والشخص الوقار والاحترام والتقدير بين الناس ، اذا تكلم استمعوا له ، وقد قال الامام علي رضي الله عنه :" ان الصادق لمكرم جليل وان الكاذب لمهان ذليل" ، وقال : " اني لمن قوم لا تاخذهم في الله لومة لائم سيماهم سيما الصديقين وكلامهم كلام الابرار عمار اليل ومنار النهار" .
ولكي ينجو الرجل صاحب الغنم والماعز من مصائب الدنيا والاخرة ، عامل الناس باحترام وصدق كبير ، وبقي على هذه المعاملة الحسنة الطيبة والكلام الصادق مع اهل القرية لسنوات عديدة وطويلهة حتى اصبح من اصدق اهل القريه ، وصار ينادى عليه بالرجل الصادق ، وقد احسن الله مقامه عنده وبين الناس بصدق حديثه وكلامه .
فمن صدق الله صدقه الله بين العباد والناس







No comments:

Post a Comment